حملت زيارة خالد المشري، رئيس المجلس الأعلى للدولة الاستشاري، المنبثق عن الاتفاق السياسي الليبي في الصخيرات، الكثير من الرسائل والدلالات خاصة في هذا التوقيت الذي اعقب إعلان غسان سلامة عن اتفاق بين فائز السراج رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني والمشير خليفة حفتر القائد العام للجيش الوطني الليبي.
وقال مراقبون ان الزيارة تهدف إلى توجيه رسالة واضحة للمكونات السياسية لإعادة الدور القطري إلى الواجهة خاصة بعد أن قدمت قطر الكثير من الدعم للعديد من المكونات والجماعات المسلحة في الغرب الليبي.
واشار المراقبون إلى أن خالد المشري يحاول التغطية على اتفاق ابوظبي ولفت الانظار خاصة في ظل غيابه عن المشهد وعدم دعوته لحضور هذا اللقاء رغم عدم امكانية ذلك خاصة مع تصنيف المشري كعضو في جماعة الاخوان المسلمين التي تعتبر في الامارات جماعة ارهابية.
واستغرب المراقبون من زيارة المشري لدولة قطر خاصة مع نداءته المتكررة وشكاويه المستمرة من التدخلات الخارجية وتأثيرها على الاوضاع في ليبيا مسببة عرقلة إبرام أي إتفاق بين الفرقاء الليبيين.
ويتهم الجيش الوطني الليبي دولتي قطر وتركيا بدعم مكونات سياسية وجماعات مسلحة وإرهابية وكذا جماعات المعارضة التشادية التي يخوض ضدها الجيش معارك تطهير للجنوب الليبي الذي رزح تحت وطائة هذه الجماعات وسطوتها منذ عدة سنوات.
ويرجح محللون أن زيارة المشري لقطر في إطار تلقي الدعم والتوجيهات للمرحلة القادمة خاصة بعد أن أشارت وسائل إعلام محلية إلى إنعقاد مؤتمر لجماعة الاخوان في ليبيا, وأقيم في دولة قطر، بحضور مفتى المؤتمر الوطني “الصادق الغرياني” وعلي الصلابي وعدد من القيادات الاخرى بهدف رسم ملامح المرحلة القادمة.
وتتهم أطراف سياسية جماعات الاسلام السياسي في ليبيا بعرقلة إنهاء الازمات التي حلت بليبيا مع تأجيل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية وعدم إنهاء المرحلة الانتقالية والانتقال إلى مرحلة بناء الدولة في محاولة منها لتعزيز وجودها في مفاصل الدولة والأمن والجيش.
ويرسل المشري من خلال زيارته إلى قطر رسالة هامة لأطراف الاتفاق الذي جرى في أبوظبي مفادها التمسك بالاتفاق السياسي كمرجعية للخروج من الأزمة الليبية وقطع الطريق على عسكرة الدولة حسب وصفه, وتوجيه رسالة آخرى للدول التي تقف وراء بعض الاطراف بأنه يؤيد قطر في أزمتها ضد “دول المقاطعة”.
اضف تعليق