المشهد الليبي » اخبار ليبيا » تقرير قطري: غموض تحركات “حفتر” في الغرب.. سيناريوهات معقدة وصفقة خفية لتمكينه من “طرابلس”

تابعنا على فيسبوك

اخبار ليبيا

تقرير قطري: غموض تحركات “حفتر” في الغرب.. سيناريوهات معقدة وصفقة خفية لتمكينه من “طرابلس”

قال تقرير جديد أعده موقع العربي الجديد التابع لقطر أن التطورات الميدانية المتسارعة في ليبيا تؤكد أنه لا يمكن توقع نوعية المواقف التي يخرج بها اللواء خليفة حفتر أو معرفة ما يضمره مسبقاً، في ظل طموحه الدائم إلى التفرّد في الحكم.

واضاف التقرير الذي نشر اليوم أنه وعلى الرغم من أن مواقفه المعلنة في الآونة الأخيرة توحي بتماهيه مع الجهود المحلية والدولية لإرساء السلام من خلال مبادرات الحل السياسي، آخرها اتفاقه في أبوظبي مع رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فائز السراج على “ضرورة إنهاء المرحلة الانتقالية من خلال انتخابات عامة”، وفق ما أعلنت عنه البعثة الأممية، إلا أن حروب حفتر في الجنوب وتحركات عسكرية مشبوهة أخرى حول طرابلس، تثير مخاوف من أن تجاوبه العلني مع محاولات الحل السياسي ليس أكثر من مناورة بانتظار الوقت المناسب لتحقيق أهدافه.

آخر ما قام به حفتر تمثّل في تحريك قواته المسلحة بالقرب من تخوم مدينة سرت، الواقعة شمالي وسط ليبيا وتجاوزه لخط التماس مع قوات البنيان المرصوص، التابعة لحكومة الوفاق، والمحدد سابقاً بمنطقة التسعين كيلو شرق المدينة، ما يعني وقوفه وجهاً لوجه مع مسلحي مصراته. كما رُصدت تحركات غامضة أخرى في أكثر من موقع غرب البلاد.

وتبقى المخاوف قائمة من أن حفتر الذي يطمح بالوصول إلى طرابلس يحرص على ترك تهديد في منطقة سرت ومحيطها، يُبقي فصائل مسلحة قوية في الغرب الليبي منشغلة وبعيدة عن تحركه من اتجاهات أخرى نحو طرابلس، حيث توجد قوات موالية له أعلنت عن نفسها في مناطق العجيلات (80 كيلومتراً غرب طرابلس) وصرمان (70 كيلومتراً غرب طرابلس) وقاعدة الوطية (140 كيلومتراً جنوب غربي طرابلس). ويتعزز هذا الاعتقاد بعد إعلان غرفة عمليات سرت الكبرى التابعة لحفتر، مساء الاثنين، عن “عودة الوحدات العسكرية المتمركزة في منطقة الهلال النفطي لمواقعها بعد مشاركتها في العمليات العسكرية في الجنوب”.

ولم يخفِ إعلان الغرفة وقوفها وراء عمليات الاستطلاع التي وصلت إلى مشارف سرت الشرقية، وهو ما رأى فيه الخبير الأمني، محيي الدين زكري، “جزءاً من خطة شاملة لتحييد قوة مصراته التي تعتبر أمن سرت مهماً بالنسبة لها”. وأشار إلى أن “قوات مصراته استوقفها بالفعل تهديد حفتر، فأطلقت طلعات جوية عدة بواسطة الطيران المرابط في معسكراتها”. وعلى الرغم من تأكيد زكري معرفة قادة مصراته بأن “سرت غير مهمة بالنسبة لحفتر، إلا أنهم لا يستبعدون تقدم قواته باتجاهها لتهديدها، وبالتالي عليهم تركيز وجودهم في سرت لصدّ أي تقدم”.

ويبدو أن الواقع الجغرافي لموقع سرت يؤكد ما يذهب إليه زكري؛ إذ تمتلك سرت أهمية استراتيجية نتيجة وقوعها في منتصف المسافة على الساحل الليبي، وإشرافها على شبكة طرقات صحراوية تربطها بشكل جيد بمناطق جنوب طرابلس، تحديداً المناطق التي تقع فيها القواعد العسكرية الأهم، كالجفرة (420 كيلومتراً جنوب غربي طرابلس) مروراً بالشمال الغربي وصولاً إلى قاعدة الوطية (140 كيلومتراً جنوب غربي طرابلس) وإمكان ربطهما بقاعدة القرضابية بسرت. ويمكن أن توفّر هذه القواعد طوقاً لتهديد طرابلس جواً.

وبحسب التقرير فإنه وفي ذات الوقت يبدو أن المسافة الفاصلة بين سرت وطرابلس، التي تزيد عن 500 كيلومتر بعضها صحراء وبعضها قرى ومدن متكاثفة، يزيد عددها عن 10 مناطق، ستشكّل عائقاً أمام أي محاولة تقدم بري. فأغلب مسلّحي هذه المناطق يتبنّون موقفاً مشتركاً مع مسلحي مصراته الرافضين لوجود حفتر عسكرياً. وأكدت على ذلك البيانات التي صدرت كرد فعل على تحركات حفتر في الغرب.

غموض تحركات حفتر العسكرية في أكثر من موقع في غرب البلاد يوازيه غموض سياسي وأمني في طرابلس. فحكومة السراج لم تعلن عن أي موقف من تلك التحركات المعلنة لحفتر، باستثناء تأكيد السراج على “رفض عسكرة الدولة”.

كما أن مليشيات طرابلس التي تخشى من تداعيات خطة الترتيبات الأمنية عليها، وترى فيها محاولة من حكومة الوفاق لتقليص نفوذها يبدو موقفها غامضاً، وسط تزايد التسريبات عن اتصالات يجريها حفتر مع قادتها. ويعزز هذا الأمر من اعتقاد مراقبين بأن خطط حفتر لا تعوّل على الحل العسكري في المرحلة الأخيرة من مساعيه للوصول إلى طرابلس. وكانت مصادر عدة قد أكدت وصول تحذيرات غربية لحفتر بعدم الاقتراب من طرابلس عسكرياً.

وما يدعم هذا الرأي أن حفتر يدرك صعوبة التقدم العسكري لقواته تجاه طرابلس، نظراً لمعرفته بكثرة معارضيه المسلحين إضافة لاستحالة إمداد معاركه في الغرب بالقوات اللازمة من معسكراته التي لا تزال بعيدة. كما أن فتح أكثر من جبهة حول طرابلس يقلّل من فرص انتصاره بسبب وجود مؤيديه في مدن منقسمة على نفسها. وصحيح أن مؤيدين له يوجدون في الزنتان الجبلية وصرمان غرب طرابلس، إلا أن فيهما أيضاً من يعارضه بقوة.

ووفقاً للتقرير فإن الوصول إلى طرابلس عسكرياً أمر صعب على حفتر، لا سيما أن العاصمة محصّنة بنطاق جغرافي يتضمن مدناً تعارضه فصائلها، وتحتاج إلى محاولة إزاحتها من قبل حفتر لوقت طويل يدخله في ما يشبه حرب المدن.

واضاف التقرير أن أي تطور من هذا القبيل من شأنه أن يوقع مؤيديه الدوليين والإقليميين في حرج مماثل لما حدث في بنغازي سابقاً، والتي استغرقت حرب السيطرة عليها لوحدها ثلاث سنين متتالية.

في هذا السياق، كشفت مصادر مقرّبة من حكومة الوفاق بحسب، العربي الجديد، في وقت سابق، عن “جانب آخر قد يُمكّن حفتر من الوصول إلى طرابلس بعيداً عن لغة السلاح، تحديداً عبر صفقة تجرى في الخفاء تديرها دول الخلاف حول الملف الليبي، تحديداً فرنسا وإيطاليا، من دون اتضاح ملامح تلك الصفقة وضماناتها بالنسبة لتلك الدول”.