تابعنا على فيسبوك

تابعنا على جوجل نيوز

تابعنا على جوجل نيوز
ليبيا عاجل اخبار ليبيا

شهادات مأساوية ومهلة برلمانية بعد كارثة درنة

يواصل ناجون من الفيضانات الي اجتاحت وسط مدينة درنة، عمليات البحث بين الركام وجبال الطين التي خلفتها المياه، للبحث عن آلاف المفقودين، في الوقت الذي طالب فيه البرلمان الليبي حكومة أسامة حماد بإعادة الوضع لما كان عليه، خلال مدة أقصاها 6 أشهر.

ودمرت سيول ناجمة عن العاصفة دانيال سدوداً مساء الأحد لتندفع المياه صوب مجرى نهر موسمي يقسم المدينة، وتجرف في طريقها مباني إلى البحر بداخلها عائلات نائمة.
وتباينت تقديرات أعداد القتلى المؤكدة التي قدمها المسؤولون حتى الآن، ولكنها جميعها بالآلاف، مع وجود آلاف آخرين في عداد المفقودين. وقال رئيس بلدية درنة عبد المنعم الغيثي إن الوفيات في المدينة قد تصل إلى ما بين 18 ألفاً و20 ألفاً، استنادا إلى حجم الأضرار.

وقال لرويترز في درنة إن المدينة بحاجة إلى فرق متخصصة في انتشال الجثث، وعبر عن مخاوفه من حدوث وباء، بسبب كثرة الجثث تحت الأنقاض وفي المياه.
ويبحث أسامة الحصادي، وهو سائق يبلغ من العمر 52 عاماً، عن زوجته وأطفاله الخمسة منذ وقوع الكارثة.
وقال لرويترز وهو يبكي “ذهبت سيراً على الأقدام للبحث عنهم، ذهبت إلى كل المستشفيات والمدارس، ولكن دون جدوى”.
واتصل الحصادي، الذي كان يعمل وقت هبوب العاصفة ليلاً، بهاتف زوجته مرة أخرى لكنه كان مغلقاً.
وأضاف “راح ما لا يقل عن 50 فرداً من عائلة والدي ما بين مفقود وقتيل”.
أما ولي الدين محمد آدم (24 عاماً) وهو عامل سوداني في مصنع للطوب يعيش في ضواحي المدينة، فقد استيقظ على صوت هدير المياه وقت العاصفة وهرع إلى وسط المدينة ليجد ملامحها وقد انطمرت. وأضاف أن 9 من زملائه العمال فقدوا، كما فقد نحو 15 آخرين عائلاتهم.
وقال: “جرفهم السيل عبر الوادي إلى البحر. الله يرحمهم ويدخلهم الجنة”.
وصلت فرق إنقاذ من الإمارات ومصر وتونس وتركيا وقطر. وأرسلت تركيا سفينة تحمل معدات لإقامة مستشفيين ميدانيين.

وأرسلت إيطاليا 3 طائرات محملة بالإمدادات وفرق الإنقاذ، بالإضافة إلى سفينتين تابعتين للبحرية واجهتا صعوبة في تفريغ حمولتهما، لأن ميناء درنة الممتلئ بالحطام كان غير صالح للاستخدام تقريباً.
وغطى الطين الشوارع التي تناثرت عليها أشجار اقتلعت من جذورها ومئات السيارات المحطمة التي انقلب كثير منها، وانحشرت سيارة في شرفة الطابق الثاني لمبنى مدمر.
وقال المهندس محمد محسن بوجميلة (41 عاماً) “نجوت مع زوجتي لكني فقدت شقيقتي، شقيقتي تعيش في وسط المدينة حيث حدث معظم الدمار. عثرنا على جثتي زوجها وابنها وقمنا بدفنهما”.
وبينما كان يتحدث، انتشل فريق إنقاذ مصري في مكان قريب منه جثة جارته. وقال بوجميلة “إنها الخالة خديجة، الله يرحمها”.
ويظهر حجم الدمار واضحاً من المناطق المرتفعة فوق درنة. وأصبح وسط المدينة المكتظ بالسكان والمشيد على طول مجرى نهر موسمي على شكل هلال واسع ومسطح تغمره مياه موحلة، بعدما جرفت السيول المباني.

وفي السياق، أعلنت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة، أنه “كان من الممكن تفادي سقوط معظم الضحايا” جراء الفيضانات المدمرة.
وأرجع تالاس حجم الكارثة بشكل كبير إلى الافتقار إلى أدوات التنبؤ بالطقس واتخاذ إجراءات بشأن الإنذارات المبكرة.
كما ألقى باللوم على الصراع الداخلي المستمر منذ سنوات، والذي قسّم البلاد، ما أدى إلى “تدمير كبير لشبكة مراقبة الأرصاد الجوية، وتدمير أنظمة تكنولوجيا المعلومات”.
وأوضح تالاس أن “الفيضانات وقعت ولم تتم عملية إخلاء نتيجة عدم وجود أنظمة إنذار مبكر مناسبة”، مشيراً إلى أن الإخلاء كان سيحدّ كثيراً من عدد الضحايا.

وأضاف “بالطبع لا يمكننا تجنب الخسائر الاقتصادية بشكل كامل، لكن كان بإمكاننا أيضا تقليلها من خلال توفير الخدمات المناسبة”.
من جانبه، أكد رئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح، أن البرلمان سيصدر تشريعات لتوفير الأموال اللازمة لمواجهة تداعيات كارثة الفيضانات.
وطالب صالح، الحكومة بتوفير السكن والعلاج للمتضررين من الفيضانات، وإعادة الأمور إلى ما كانت عليه قبل 6 أشهر.
وأشار إلى أن ما حلّ بمدينة درنة “فاجعة كبرى”.
وزير الصحة الليبي إن “3000 جثة دفنت اليوم في مقابر جماعية، وهناك 2000 جثة لم تدفن”.
وأشار جهاز الإسعاف والطوارئ الليبي إلى أن نحو 9000 شخص مازالوا في عداد المفقودين.