المشهد الليبي » اخبار ليبيا » كتابات » احمد السنوسي يكتب عن النهب في المؤسسة الليبية للإستثمار!

تابعنا على فيسبوك

كتابات

احمد السنوسي يكتب عن النهب في المؤسسة الليبية للإستثمار!

تعمقت كثيراً في هذا الجسم وإستقصيت على كثير من الأموال التي تم أو يتم الى الان نهبها من هذا الجسم. أرتسمت لدي خريطة طويلة ومتشعبة من الخيوط التي تربط رجال أعمال ومسؤولين في الدولة الحالية والسابقة تم ثبوت تورطهم في سرقة أموال الشعب الليبي عن طريقها .

كثيراً ما أستوقفني عقلي بأن أقف عند هذا الحد لكبر نفوذ وعظمة الأمبراطوريات المالية لكثير ممن أستفاد بطرق غير مشروعة من المؤسسة الليبية للإستثمار . لكن قلبي كان في كل مرة يدفعني للمضي قدماً فيه .

إتهمت في كثير من الخطوات بأن ولاءاتي كانت لأشخاص ضد اخرين . وبأني مجرد دمية يتم تحريكها من قبل أناس اخرى لتصفية حسابات ضد اخرين .

أستنتجت بشكل قاطع لا يقبل حتى النقاش فيه بأن هذه الأموال التي كان مصدرها الوحيد هو باطن الأرض الليبية ونفطها, هي أموال لم تكن يوماً ملكاً لليبيين . وإنما كانت ولازالت لفئة صغيرة جداً منهم .

إما عن طريق سرقتها من قبل القلة القليلة منهم, أو سرقتها من قبل أجانب غير ليبيين وحتى دول أجنبية . وإما بشراء ولاءات بين فصيل ليبي ضد اخر وبالعكس .

حتى وإن كانت الدولة موحدة سيكون صعب تتبع وإرجاع هذه الأموال للشعب الليبي فما بالك بالانقسام السياسي الحاصل في ليبيا اليوم .

ذلك الإنقسام الذي يحمي بكل جدارة كل هاؤلاء الفاسدين والسراق لقوت هذا الشعب .

أن تقف أمام شبكة عنكبوتية من الفساد والمفسدين يمتلكون أموال جد ضخمة ليس بالأمر الهين . وأن تصل ليقين أن دول أيضاً وراء هذه الشبكات يزيدك ألماً .

أن ترى حفنتاً تعيش معيشة الملوك من وراء هذه الأموال وترى بعينك الأخرى صرخات الفقراء من نفس البلد بسبب هذه الحفنة لشيء أكثر ألماً .

الخلاصة … لن أتفق مع أي شخص يقول أن هذه الأموال ملك للشعب الليبي . ملكية مزيفة … لم تدخل هذه الأموال أبداً في ميزانيات الدولة ولا في تنمية أرضها . لن يبقى شيء للأجيال القادمة لهذه الأموال إذا استمر هذا النزيف لها .

ما أراه جلياً وصحيحاً هو بيع كل هذه الإستثمارات وإستثمار هذه الأموال في صناديق سيادية أخرى في العالم أو في أسهم مدرجة عالمياً . بهذا تكون أموالنا أمام أعيننا .

هذه الأموال لن توظف بأن حال من الأحوال إلا في قتلنا لبعضنا . وستكون دافعاً رئيسياً لإستمرار حرب الغنيمة وشراء الولاءات .