تحل علينا الذكرة الثانية لرفع الصديق الكبير رايته الحمراء في شهر 11/2017، وقد استهجنا تلك التصريحات في حينها لسببين مهمين جدا.
الاول : ان احتياطيات ليبيا من النقد الاجنبي جيدا جدا ولم نصل إلى مرحلة الخطر برغم كل الازمات التي مرت بليبيا.
الثاني : أن سنة 2017 والتي خرج الصديق الكبير في نهايتها رافعا الراية الحمراء كانت السنة الاولى التي تحقق فيها ليبيا فائضا في ميزان المدفوعات فقد كانت الدولارات التي دخلت للمصرف المركزي اكثر من تلك التي خرجت منه وهو أمر لم يحدث طوال الاربع سنوات التي سبقتها 201320142015*2016.
ولكن … ما مناسبة هذا الحديث وما علاقته بتقرير المصرف المركزي الذي صدر قبل يومين ؟ الاجابة هي أنني قلت بيني وبين نفسي لو أن الصديق الكبير خرج الان رافعا الراية الحمراء ربما التمسنا له العذر ولكنه يتكلم حينما يفترض به السكوت ويسكت حينما يفترض به الكلام !!
بمطالعة تقرير المصرف المركزي نلاحظ أمرا في غاية الاهمية وتفاصيله على النحو التالي:
1- أن ايرادات ليبيا من النفط 25 مليار دينار ولو قسمناها على 1.40 لعرفنا ان ما وصل الى المصرف المركزي حوالي 18.3 مليار دولار.
2- أن المدفوعات من قبل المصرف المركزي خلال نفس الفترة بلغت 19.9 مليار دولار .
هذا يعني أن كمية الدولارات التي خرجت من المصرف المركزي أكثر من تلك التي دخلت إليه بما معناه وجود عجز في ميزان المدفوعات بحوالي 1.6 مليار دولار وهو أمر لم يحدث منذ سنة 2016 ـ فقد حققت سنوات 2018/2017 فائضا في النقد الاجنبي لم يحدث منذ سنة 2012 .
فهل علينا رفع الراية الحمراء ….. المؤكد لا فاحتياطيات المصرف المركزي بألف خير ولكن علينا دق ناقوص الحذر (بالصاد وليست بالسين) ، فما نشاهده هي حرب استنزاف بين الدولار والدينار ولن نتسرع في إصدار الاحكام النهائية على نتائجها مالم ننظر الى الطرف الاخر من الجبهة ومقدار الاستنزاف الذي حصل في كمية الدينارات بعد أن عرفنا مقدار ما تم استنزافه من دولارات في هذه المعركة. وسامحونا اكيد فيه اللي داخه راس .
✒مختار_الجديد
اضف تعليق